أن الناس الآن لا تعترف بالمرض، فإذا كان المرض سيطول وله علاج وسيستمر العلاج كالذي يصاب بمرض السكر- وهذا مرض مزمن ولا أمل في الشفاء إلا إذا تجلى الله، أو إذا وُفق الطب واستطاع أن يزرع بنكرياس أو خلايا بنكرياس وهذا الموضوع الآن مجرد آمال وتوقعات- والمريض في هذه الحالة يريد أن يشعر أنه غير مريض، وينصحه الناس بالتداوى بالأعشاب، فيسارع إلى ذلك !!
ومع الأسف فإن ثلث المصريين على الأقل تتدهور صحتهم بغير حساب بسبب اللجوء للأعشاب بطريقة عشوائية !!!، وإذا كان لا بد من الاستعانة بالأعشاب يجب أن تكون معتمدة من جهة طبية رسمية وأجريت عليها التجارب كالتجارب الدوائية وثبت أنه ليس لها آثار جانبية وصُرح باستخدامها وأيضاً من يقررها ويكتبها هو الطبيب.
أما الأعشاب الموجودة الآن على الأرصفة !! والتى يأتيها التلوث من كل ناحية !! إن كان من تراب الشارع .. أو من عادم وسائل المواصلات .. ومع ذلك نأخذها على أنها علاج !!!!!!!!!! ولا يوجد أحد على وجه الحقيقة يعرف ماذا بداخلها إلا التلوث والغش والخداع واستغلال أوهام وآمال الناس !!!!
فهذا كله استغلال تجارى ويجب أن يتنبه له المسلمون ولا يجارون أحداً في مثل هذا الأمر لأن المضار تزداد !! ... أما الأعشاب التى ثبتت عن أجدادنا كالليمون للإنفلونزا، والحلف برى للمغص ... فإنها أعشاب مجربة
ومن يصاب منا بالكبد ... يقال له علاجك في لبن النوق ... فهل ذلك ما كان عليه رسول الله ؟
لا، ولننظر إلى العسل الذي قال الله فيه:
(فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ [ا69 النحل]
ولم يقل الشفاء لأن الشفاء بمقادير، من الذي يعرف هذه المقادير؟
يلزمها البحث والعلم والدراسة !!! ومع ذلك كله يلزم الطب أيضاً لكي أعرف كمية العسل التى تشفينى من مرض كذا أو مرض كذا ؟ وهذا إن كان العسل يأتى به النحل من الزهور – لأن النحل الآن أغلبه يغذى بالسكر- ولذلك عندما ينصحك أحد بالعسل قل له.: وأين هذا العسل؟
فكثير من مربى النحل يغشون العسل بأن يصنعوا محلولا سكريا يتغذى عليه النحل ليصنع منه عسله ولذلك عندما تحلل العسل الخارج من هذا النحل .. تجد أنه سكر مركز ... و لا رحيق أزهار .. ولا غيرها !!!
إذاً يا أحباب لا شأن لنا بالأعشاب إلا إذا ثبتت طبياً وعلمياً، وإذا حدث ذلك نأخذ العلاج من الأطباء الحكماء الذين أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك صحة هذا العلاج وبأنه ليس له أية آثار جانبية.
لأن هذا من ضمن أخطاء الفهم التى شاعت أيضا فى الناس، فأغلبية المجتمع يعتقد أن الأعشاب .. شيىء طبيعى وإذا لم تنفع لا تضر !! وهذا جهل علمى .. فالأعشاب وإن كانت من الطبيعة إلا أنها تحتوى على مركبات عديدة وبعض هذه المركبات ربما يكون ضاراً .. وبعضها قد يكون خطيراً جدا لشخص دون الآخر لأن عنده قصور فى وظائف حيوية بالجسم وربما لا يعرف به .. فيتناولها فيعرض نفسه لضرر شديد لتناوله هذه الأعشاب التى لم تثبت فائدتها بالطرق العلمية المعروفة أو لم تستخلص المادة المؤثرة الفعالة منها وتستبعد المواد الضارة بالوسائل الحديثة
مح تحيات ملكة مصر